السبت، 2 يونيو 2012

خواطر حول الثورة - في 2011

 أيام الثورة الأولى ..
علمتني الأزمة: فهمت معنى "في زمن يصبح الحليم فيه حيران" .. علمتني الأزمة: أن ثمن الحرية غالي.. وعلمتني أيضاً أن من اختار طريق الحرية فلابد أن يمشي فيه إلى آخره.. فمن صمم هذا الطريق لم يصمم فيه خطاً للرجوع..

علمتني الأزمة: أن الناس معادن لا تظهر قيمتها إلا مع الانصهار.. ونار الموقف صهرت الخوف في قلوب بعض من كان يداهن .. وصهرت النفاق في قلوب بعض من كان يتملق.. نار الموقف أضاءت للدنيا طريقاً جديداً .. وسيقف التاريخ يحكي .. يا حبذا أن يكتب جلال أمين جزءاً ثانياً من كتابه "ماذا حدث للمصريين" ..

ذكرتني الأزمة: أن الأمر كله بيد الله .. وأن الدنيا بما فيها لا تساوي عنده سبحانه جناح بعوضة.. وأن ليس في كونه إلا ما أراد هو سبحانه ..
بعد التنحي ..
رغم أنها فقط البداية .. لكن هناك في الجو هواء جديد .. نفس صحي.. فرحٌ أن ولداي سيستنشقون هذا الهواء الجديد في صدورهم.. حتى يكبرون وروح الحرية تجري في عروقهم.. هنيئاً لمن سيولد من الآن بإذن الله .. سنن الله في الكون باقية.. والأيام دول.. وليس لنا من الأمر شيء إلا أن نصدق الله.. الطريق مازال في أوله.. أول خطوة.. ونحسن الظن بمن خلقنا.. فليس في كونه إلا ما أراد سبحانه.."
حان وقت الانصهار .. وسيظهر المعدن على حقيقته إن كان أصيلاً أو غير ذلك ..
إن ما يحدث هذه الأيام إنما هو رصيد السنين ... فالمصري كالجمل .. حمول .. صبور .. لكنه لا ينسى .. دولة الظلم ساعة .. ودولة الحق إلى أن تقوم الساعة .. "وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ" ..
هل تعرف شكل فصل "أولى حضانة"؟ طفل يشد شعر زميله، طفل يبكي ينادي على أمه، آخر يرسم على الحائط، وطفل يكسر لعبته، وآخر يجري وراء صديقه، تصرفات عشاوئية وطبيعية في أول سنة في المدرسة.. هكذا حالنا في سنة أولى حضانة - مدرسة "الحرية" والتي دخلها الشعب المصري يوم 11-2-2011 .. فلا تتعجب ولا تكتئب .. كن صاحب رؤية مستقبلية.. واعلم أن الله قد خلق الدنيا في 6 أيام ليعلمنا أن التغيير سنة من سننه تحتاج لوقت كي تتحقق.. والله أعلم :)"
من رحمة الله أن جعل الأحداث الجسام سنناً تتكرر حتى يسهل علينا فهمها..وفي القرآن دلائل كثيرة على هذا "انظر كيف"،"ألم تر إلى"،"الذين خلوا من قبلكم،تحيرت في أمر الثورة..ووجدت أن الله قد أراد لسنة "إهلاك الظالمين" الحدوث لأنهم قد استوفوا شروطها وطغوا طغيانا عظيماً..ولكن حدوث الإهلاك ليس مرتبطاً بالتمكين للصالحين! فنحن لم نستوف الشروط بعد..هذا ليس مربوط بتلك..والشاهد: ورانا شغل كتير كي نستوف الشروط ونستحقه،والله أعلم ..


أحيانا تكون بعض الأحداث في الحياة مثل صالة الانتظار في المطار..تنقلك الأحداث ما بين عالم إلى آخر..من أرض إلى أرض..من حياة إلى حياة أخرى..كن في حياتك مستقيما حتى تستطيع بإذن الله أن تحدد وجتهك..ولا تضطر أن تترك صالة المطار إلى مكان غير مناسب أو تندم عليه بقية حياتك. من صالة مطار هيثرو متجها إلى فيينا إن شاء الله ..


إن الذي أخرج الشيطان من رحمة الله .. إنما هو "الكبر" .. وهو ذاته ما أتى بهؤلاء إلى القفص .. لكن الغريب أنه لم يفارقهم حتى في المحاكمة !! يبدو لي وأنه كبر مزمن .. فراعنة حقا.. لكن الله يهمل الظالم .. حتى إذا أخذه لم يفلته.."

 إن ما يحدث الآن لو تخيلنا أننا نحيا على رقعة شطرنج .. هو حركة لعناصر اللعبة بين المربعات ولكن في حركة أفقية .. يميناً ويساراً .. صحيح أن الأصل في اللعبة هو التقدم للأمام رأسياً .. لكن الحركة الأفقية "تكتيكيناً" أفضل من السكون حيث أن السكون قاتل ! وكذلك تعطي هذه الحركة الأفقية اللاعب الفرصة لتنظيم أفكاره والتخطيط لما هو قادم.. .. المهم الآن هل هناك تخطيط أم أننا فقط نحرك عناصر اللعبة دون هدف حتى لا نشعر بالملل؟! .. والله أعلم

حاسس بعد موضوع تعيين د/ الجنزوري .. إني في برنامج الكاميرا الخفية وإن في واحد حيطلع يقولي لي : تحب تذيع؟ لو قلت نذيع حنذيع !!! وعجبي


الانتخابات ..
الانتخابات هي الحل للخروج من الأزمة ... واللي بجد بيتكلم عن الديموقراطية وفاهمها صح .. لازم يسمع كلام الصناديق .. حتى لو طلعت النتيجة فوز الزمالك بمقاعد البرلمان .. !! دا مثال بس.. لأن دعاة الديموقراطية يبدو وأنهم متشربين بالدكتاتورية من كتر ما عاشوا في ظلها .. والله أعلم ..
أخي المصري.. سواء كنت من أهل ميدان التحرير أو العباسية أو القائد إبراهيم أو غيره من ميادين مصر المحروسة .. سواء كنت ليبراليا / يساريا / إسلاميا / أهلاويا أو حتى زملكاويا ! اعلم أن اليوم هو يوم امتحان الصف الأول في مادة "الانتخابات الديموقراطية" في مدرسة الثورة .. إن نجحنا في هذا الاختبار الهام .. ثم نجتاز بإذن الله اختبارات أخرى قادمة مثل "الرئاسة" و"تداول السلطة" و"العدالة" ... ألخ .. سنكون خلال سنين قد حملنا شهادة جديدة نضيفها إلى سيراتنا الذاتية كشعب مصري .. هي شهادة "الحرية الحقيقية" .. الأمر يحتاج إلى سنين .. فلا تكن متعجلاً .. إياك أن تنس سنة الله في التغيير .. سبحانه خلق الدنيا في ستة أيام وكان له سبحانه أن يخلقها في ثانية واحدة .. فلتصبر ..

قد يغيب عن بعض الناس أحياناً أن عامل الوقت هو من أهم عوامل النجاح واقناص الفرص.. فكم من فرص ضاعت بسبب التسويف والتباطؤ .. فليكن عملك موازيا لعزمك.. فربما كان بداخلك الكثير .. لكن النية الطيبة وحدها لا تكفي .. إن كان بداخلك شيء فلا تنتظر وتسكن دون حراك .. حتى يقال لك .. "جئت متأخراً" .. أو "معذرة، لم تعد هناك فرصة" عندها لن ينفع الندم.. فتوكل على الله وثق بنفسك ..

حوار مع أبي
حوار دار بيني وبين أبي د/عبدالفتاح حسن بركات الذي يعيش في النمسا من خمسينات القرن الماضي وفي زيارة لمصر الآن .. كلمته اليوم في الصباح أطمئن عليه .. وكنت أناقشه في المرشحين في دائرته وأعرض عليه مختلف الأسماء والاتجاهات .. فقال لي: "أنا يا خالد عاوز الحرية والعدالة .. عاوز الإخوان المسلمين" ..قلت له لماذا؟! ..قال: لما كنت صغير في الأربعينات والخمسينات، كانوا أكتر ناس شطار بالمدرسة والجامعة ومحترمين وما شفتش منهم إلا كل خير جوه وبره مصر .. وعليه فقرر أن يعطي صوته المغترب العائد لبلده لهم .. على فكرة، ليست دعاية إنتخابية، فقد أتفق وأختلف مع أبي في في بعض الأمور.. لكنها شهادة من رجل عاش بالغرب كل حياته ولكن ظلت في نفسه ذكرى من أناس قابلهم وهو صبي منذ أكثر من 55 عاماً .. وهو حتى الآن يحمل لهم في قلبه كل التقدير والاحترام ..

"فخور ببلدي  ... انتخبت في خمس دقائق  ... الكل مستبشر  ... ضباط البوليس والجيش. في وجههم بشاشة .. لأول مرة انتخب لأني أعلم ان صوتي له قيمة هذه المرة .. عند خروجي من اللجنة .. تبسمت في وجه العسكر وقلت لهم فرحا "تحيا مصر" .. حماك الله يا من ذكرك الله في كلمات كتابه التي يتعبد بها إلى يوم الدين .. بوركت يا مصرنا وبورك كل ما فيك .. مصري وافتخر..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق