الثلاثاء، 22 سبتمبر 1998

اللغة


ما أجمل أن يجد المرء في زمن الغربة من يتحدث معه نفس اللغة ... ولست أعنى بذلك لغة الشعوب .. وإنما أعنى لغة العقول والقلوب ... وهذا ما تَفَرَّد به ديننا العظيم ... فعندما يصبح المبدأ والمنتهى هو النية لله عزَّ وجل ... والمرجِع دائماً هو المنهج الإلهي والَهدي النبوي تنكسر كل حواجز اللغات وتصبح بلا قيمة ...ويحل مكانها لغة العقل المستنير ... الثابت على الحق ... المؤمن بقضاء الحق ... الشاكر لأنعم الحق ... العارف بالحق سبحانه وتعالى.

و ليس هناك أفضل من أن يكون مَنْ يتحدث معك نفس اللغة ... هو مَنْ تحيا معه هو السَكَن ... هو مَنْ يشاركك الحياة بكل ما فيها ... لِتَنْدَمِج هنا لغة العقل المستنير مع لغة القلب المُحِب ... ويصبح الرجل وزوجته جزءان يكملان بعضهما البعض ... وتصبح العين أبلغ رسول بينهما ... ويصبح الكلام وكأنما هو بيت في قصيدة يَنْظُم الرجل شطره الأول فتكمل زوجته الشطر الثاني ... لِيُثمِرَ الزواج بينهما بيتاً مسلماً حقيقياً عزَّ وجوده في زمان اختلاط الأوراق وضياع الحق ... بيتاً متفاهماً يفيض بالحب ... بيتاً أسس بنيانه على تقوى الله ومحبته ... بيتاً يرجو رضا ربه وفضله ورحمته ... وتكون الجنة بإذن الله وفضله وكرمه هي البيت الأبدي الذي يجمع بينهما .