الاثنين، 12 يوليو 1993

تساؤل



سألتْنى نَفْسى ذَاتَ يوم


ما الذى حَدَث ؟ فـأَجَبْتُها .....


تَغيَّر الزَّمانُ مِنْ حَوْلِنا


أصْبَحَ الّليْلُ فيه طَويل


لَمْ تَعُدْ تُشْرِقُ شَمْسُنا


كما كانت فى العَهْدِ الأصِيل


لَمْ يَعُدْ القَمَرُ أنيسَ العاشِق


لم يَعُدْ قَمَرُنا الَجميل


والزَّهرُ أصْبَحَ لَهُ مِنَ الرَّحيقِ


فى البساتينِ شئٌ قليل


لَمْ تَعُدْ الخَمَائِلُ تُرْسِلُ أوْرَاقَها


حَرَمَتْنا مِنَ الظَّليل


حتَّى الهَوَاءُ مِنْ حَوْلِنا


أصْبَحَ مَمْزوجاً بشئٍ ثَقيل


والحُبُ ضَلَّ طَريقَهُ


وأصْبحَ حُلْمَاً فى الدُّروبِ هَزيل


والبَسْمَةُ فَوْقَ الشِّفَاةِ


تَرَكَتْ كُلَّ الوجوهِ وأعْلَنَتِ الرَّحيل


مُعَلِّلَةً أنَّها لا تَقْوى على العَيْشِ


فى الزَّمانِ الُمسْتَحيل


بَعْدَ أنْ أصْبحَ صَوْتُ النَّاسِ فيه


إمَّا صُرَاخٌ أو عَويل


ومُزِّقَت أثْوَابُ الأمْنِ


ولَم يَعُد يُسْمَعُ سِوى الصَّليل


والدَّمْعَةُ عَرَفَت للعُيونِ طَريقَاً


كُلَّ حِينٍ وفى وَقْتٍ قَصير


ولَفَظَ الأمَلُ آخِرَ أنْفاسِهِ


بَعْدما تَجَرَّع الكأْسَ المَرير


وضاعَ النَّاسُ فى كُلِّ دَرْبٍ


لا يَعْرِفون أيْنَ وإلى أيْنَ المَسير


وأصْبحَ شِعارُهُم الأمَلُ مَاتَ


ودُفِنَ تَحْتَ أقْدَامِ السَّعير


وقَفْتُ صامِتاً لا أدرى ماذا أفْعَل ؟


فإذا بِنَفْسى دَاخِلى تَصْرُخ :


لا تَنْسَ أنَّ رَبَّكَ بِعِبادِهِ لَطيفٌ خَبير


صيف 1993