الاثنين، 10 مايو 2010

إعلان مبوب



أقرأ كثيراً في الجرائد تحت عنوان "إعلانات مبوبة" ، لدواعي السفر، للبدل، لدوعي التصفية .. ألخ.. ووجدت الناس يكتبون في الإعلان ما يريدونه بحثاً عن الأفضل لهم، فقررت أن أضع إعلاني أنا أيضاً..

لدواعي الراحة: مطلوب قصر على أن يكون في المنطقة التالية:
شارع الشهداء - حي الصالحين
بجوار منزل عمر بن الخطاب
مدينة الصديقين - الفردوس الأعلى – جنة الرحمن

سأظل أبحث ويبحث الكثيرين غيري عن السعادة والراحة في الدنيا.. لكن الإجابة ستبقى نفس الإجابة رغم معرفة الكثيرين بها .. إنها ليست هنا... كل شيء في هذه الدنيا نسبي.. والراحة فقط في العنوان بأعلى (جنة الرحمن) وليست في مكان غيره..

يظل الإنسان في الدنيا يتخبط بين النقائض ..

أمل ويأس.. رغبة في الحياة وتمني للموت..

قبول على الطاعة وإدبار عنها.. ركض في طريق الله وسقوط فيه..

يسمع كلام نفسه الأمارة بالسوء تارة .. ثم يعلو درجة فتكون لوامة .. ثم يعلو درجة فتتطمئن.. ثم يعود .. وهكذا..

حال النفس.. حال القلب.. إنما سمي قلباً من تقلبه..

كلما أبحرت وتأملت في النفس وجدت أن تكوينها مناسب لطبيعة ما خلق الإنسان له في الدنيا..
للاختبار..
للاختيار..
للعمل..
للمحاولة...
للنجاح والفشل..
وكيف لا يكون تكوينها مناسباً وقد سواها ربها وخالقها رب العالمين.. وقد قال" ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها "..

نحزن كثيراً على ما يفوتنا.. نرغب في شراء أشياء ولا نستطيع .. 
نحب أشخاصاً ولا نحيا معه.. يعتصرنا الألم لفراقهم وتبكي قلوبنا من لوعة الشوق .. 
نرنو لوظيفة أومال.. لكن الوظيفة تذهب لغيرك .. والمال لا يأتيك .. فتحزن بل وتغضب أحياناً .. 
وتتسائل لماذااااااااا ؟؟!! يحدث لي هذا ؟!!! 
وننسى "لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم" .. 
وننسى "لا يسأل عن شيء وهم يسألون" ... 
ألا تستطيع أن تنظر لما وراء ما تريد.. ألا تدرك أن الأشياء التي أردتها لم يكن لك مقدراً امتلاكها .. 
والحبيب الذي تتمنى الحياة معه لم يكن خيراً لك وإن كان ملاكاً يمشى على الأرض.. 
والوظيفة لم تكن لك من الأصل...إنما كانت من نصيب من ذهبت إليه.. 
والمال لم يكن رزقك المكتوب في السماء..

يقول ابن عطاء الله السكندري..
يتبع ..