الأربعاء، 26 سبتمبر 2012

شعيرات بيضاء

عيناي ما تزال تقاوم النوم .. أتثاءب .. لم أعد أستطيع النوم لساعات طويلة .. وتخرج من صدري تنهيدة .. آآآه .. وأقول في نفسي: "لا أريد أن أقوم من السرير"! .. إنه آذان الفجر.. وبالطبع من هاتفي .. فليس من آذان يُرفع في برمنجهام :) ... هممت بأن أتوضأ .. نظرت في المرآة .. ما هذا؟! ..(موسيقى تصويرية متوترة) لقد بدأ الشيب يزحف ويهاجمني .. شُعيرات بيضاء بدأت تتزاحم في جنبات رأسي .. يبدو وأنني كبرت :) .. ثم تذكرت في لحظات .. أمر تلك الشعيرات .. هذه الشعرة البيضاء هي يوم وجع قلبي من حبي الأول .. وتلك حين فقدت عزيزاً لدي فجأه حين اختاره الله إلى جواره .. وأخرى حين سافر أبي وأنا صغير .. وتلك حزني على ذنب ارتكبته .. وهذه حين مرض ابني حين ولادته فلم أفرح بقدومه .. وهذه أيضاً عند حادثة كبيرة لشخص أحبه .. وهذه .. وهذه .. وتلك ... مهلاً .. مهلاً ... هي في الأخير شُعيراتٌ صغيراتٌ قليلاتٌ وسط السواد .. هي اختبارات وابتلاءات بسيطة مقارنة بحجم النعم والخير الذي أكرمني به الله .. ولو بدأت أعد الشعرات السود وأُحصي النِّعم .. لما واستطعت ولا انتهيت في خاطرتي هذه ولو بعد سنين .. نعم .. والله إني لأخجل من أن أفتح فمي وينطق لساني بالشكوى ! ..
إن ما يحدث في سورية .. وبورما .. والعراق .. وإفريقية وغيرها من بقاع الأرض والكوارث التي يعاني منها البشر .. تجعلك تَشيب بالكامل في لحظات !! .. وتذكرك بأنك في الأغلب من ١٪ في العالم الذي لا يُعاني ويعتبر من أغنياء الدنيا .. أنت مستور الجسد .. ومفعم بالصحة .. وتنعم بالأمن وتحتويك جدران بيت وسقف .. ألست ممن صح فيهم كلام المصطفى في الحديث الصحيح: ((من أصبح آمناً في سربه، معافىً في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)) رواه الترمذي وابن ماجه والبخاري في الأدب المفرد[1].
يبقى أتلم بقى وأبتسم وأفرح وأهم شيء أن أشكر وأحمد من خلقني على نعمائه .. 
كل منا لديه في حياته تلك الشُعيرات البيضاء في سواد رأسه وإن اختلفت أشكالها .. من طلاق أو ضائقة مالية أو فراق أو مرض أو فقد عزيز أو معاناة في العمل أو تعب في تفاصيل الحياة اليومية .. أو .. أو .. لكنها في الأخير ما هي إلا شُعيرات شابت وسط السواد .. 
صباحكم رضا وقناعة وشكر وحمد للحكيم الخبير .. 
برمنجهام – 26 سبتمبر 2012

الأربعاء، 4 يوليو 2012

آسفون .. نرفض الطلاق

الطلاق ! هذه الكلمة الصعبة .. والتي مع الأسف الشديد سَهُل أمرها وقولها هذه الأيام حتى صار عدد ما نسمع من (الطلقات) بين الأزواج مثل عدد المواليد في مصرنا الحبيبة !! ..
شيء مًحزن .. وبالرغم من كونه أمرٌ مباح قد شرعه المولى عز وجل لحل بعض مشاكل الزواج .. إلا أنه بالتأكيد هناك مشكلة أولى تحدث عند الزواج نفسه ..  دعوني أقول .. هناك مشكلة يقيناَ في الاختيار ابتداءاً .. ولعلنا نسلط الضوء شيئاً على فقه الاختيار ..

الزواج سنة رب العالمين في عباده .. وقد سُمي الزواج أيضاً في شرعتنا "بناءً" .. واجتهادي البسيط يرى في هذا البناء أعمدة أربعة وسقفاً .. ولابد لانجاح الزواج وتشييد هذا البناء من وجود الأعمدة الأربعة .. متساوية  في الطول حتى لا يميل السقف .. وإن اختلف طول قطر  تلك الأعمدة بحسب ظروف وأهمية كل عامود منها  الزواج .. والذي يختلف من حالة إلى أخرى ..لكن لا بد من وجود الأعمدة مهما كان قطرها .. والأعمدة هي:

عامود (الإنفاق) وهو أحد أهم ركائز (القوامة التي ذكرها رب العالمين في القرآن "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ (وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)" .. والأصل في دنيانا أن الرجل هو المنفق المسؤول مادياً عن الأسرة والبيت .. ولطالما رأينا دموع رجال انهمرت من قلة ذات اليد أو عدم القدرة على الوفاء بمستلزمات البيت .. إن التقصير في هذا الأمر يُشعر الرجل بألم شديد يهز بنيان رجولته .. وفي امرأته ألماً من نوع آخر يقدح في قوامته عليها .. -عافكم الله من كِلا الشعورين-  وكذلك يؤثر بشدة في تكوين البناء حيث يصبح هذا العامود يصبح ضعيفاً ورفيعاً يهتز من جرائه البناء كله .. واستقراره يساعد الرجل على قوامته والأنثى على الشعور بالأمان من هذا الجانب.

عامود (الكفاءة) وهي تُطلب للمرأة أكثر ما تُطلب الرجل أو ربما لا تطلب له نهائياً وهي ببساطة فيما يتعلق بالمستوى الاجتماعي والثقافي والأصل والنسب وهو أمر يتسطيع الأهل التأكد منه وتقديره بما يناسبهم، والأمر لا يتعلق بالطبقية بشكلها السيء .. فنحن نعلم أنه لا فضل لعربي على أعجمي أو فقير غني على فقير إلا بالتقوى .. ولكن .. هذا الأمر عن رب العالمين .. وفي حسابه مع عباده .. أما ما يتعلق بالبشر وبالزواج خصوصاً .. فإنه أمر موجود وطبيعي ومقبول .. وقد خلقنا الله في الدنيا درجات.. كما ادخر لنا درجات في الآخرة .. والمستوى الاجتماعي والتعليمي والثقافي يؤثر بما لا يدع مجالاً للشك في تعاطي المرء مع الأحداث والأمور والمشاكل والنظر الكلية والجزئية للأشياء الحياتية .. فاهتمامات المستويات الاجتماعية العالية تختلف بالتأكيد عن المستويات الأدني ..وهكذا .. لا تستغرب أن يكون هناك مشاكل تظهر أحياناً في نطق الأحرف باللغات الأجنبية، والملبس والماركات وغيرها من أمور الحياة اليومية !.. هي أشياء بسيطة كما تبدو ولكن قس عليه اختلاف الطرفين في أشياء أخرى .. 

عامود(العلاقة الحميمة) .. الغريزة التي فطرنا الله عليها ... وهو من أساسيات الزواج التي يقوم عليها استقرارنفسية الزوجين، وإن كان لا يمكن التنبؤ به إلى بعد الزواج بالطبع إلى من بعض الأمور التي تتعلق بالقبول المبدئي بين الخاطبين والأخلاق التي يتسم كل منها بها، وجملة القول أن الأمر إن خرج من الأنانية .. وصارت الفكرة أن العلاقة مبدئها أن نسعد سوياً .. حتى وإن تطلب هذا علماً أو محاولات كثيرة أو مشورة من متخصصين .. لمن المهم هو الرغبة في تحقيق الانسجام بين الأطراف .. ونبذ الأنانية .. وهناك تفصيل لسه مكانه خاطرتي هذه ..

وعامود أخير .. ينساه الناس ولا يلتفتون إليه .. وهو عامود(الانسجام والتوافق) .. والذي يغلب على الناس في التعامل معه أنه غير مهم ويكفي الدين والخلق والتكافؤ .. متجاهلين نقطة اختلاف الطباع التي يمكن أن تحدث أزمات قد تصل إلى الطلاق وإن بدت للناظر أنها أشياء بسيطة وباللغة الدارجة (هايفة)..
سقف البناء وهو(الأخلاق والدين) الذين دونها لن يكتمل البناء أبداً ..

أعود للعامود الأخير والذي أؤكد أنه (غير) المشاعر والحب واللهفة التي تجتاح علاقة المرأة والرجل في أولها .. حيث إنه مزيج من وهج التجربة الجديدة، والميل الفطري للجنس الآخر .. والرغبة التي تجتاح المرء بفطرته وغريزته .. الحب الحقيقي الذي يحيا حتى بعد موت الطرفين يأتي في اكتمال البناء واستقراره وعامل الزمن من أهم أسباب وجوده..

أعود وأقول .. إن ما يجب التركيز عليه أولاً في أمر العامود الأخير هو (العيوب) قبل (المميزات)


العيوب هي ما تنجح الزواج وليس المميزات !!!

المميزات في وجهة نظري المتواضعة (كماليات) أكثر من كونها ضلعاً أساسياً في الاختيار .. أسمع من كثير  من الرومانسيات كلمة: "أنا أحبه حباً غير مشروط !" .. عذراً يا سيدتي .. ليس هناك في الدنيا حب غير مشروط .. إلا حب الأم لابنها .. الأمر من الممكن أن يكون ابنها (مجرماً) أو مدمناً بل ويَسُبُها لكنه تحبه وتدعو له ...  أما أنتِ يا سيدتي فإن من سعد نصيبك أن عيوب من تحبين لا تسبب لك الكثير من المشاكل أو ربما لا تسبب مشاكل نهائياً .. فكل فيه عيوب .. لكن تأثير العيوب يختلف من شخص إلى آخر..

مثال: رجل عصبي، صوته عال .. والمرأة مرهفة ورقيقة وضعيفة .. هذا العيب بالنسبة لها قاتل وربما تصاب بأمراض نفسية نتيجة هذا العيب، بينما لو أن المرأة قوية .. قليلة الرومانسية .. فلن يضريها كثيراً عصبيته .. بل في الأغلب ستتعامل معها وترد عليه ..

ومثال آخر: رجل غير مرتب، يرمي ملابسه على الأرض والأوراق على الطاولة ... ألخ وهي منظمة بشكل كبير .. تسبب لها الفوضى شيئا من الضغط العصبي والذي يمكن أن يفضي إلى انهيار العلاقة .. ليس لكبر العيب في ذاته ولكن لأنه شيء يتكرر يومياً ولأنه كبير في عين الطرف الآخر .. ومثل ذلك أمور كثيرة .. تتعلق بمدى عاطفية ورومانسية المرأة ومثلها عن الرجل ..

نقطة أخرى .. اهتمامات مشتركة .. نقطة يغفل عنها الكثير .. الزواج في أوله يكون له (طعم) الأمر الجديد أو الوجبة (الجديدة الساخنة).. كل يكتشف الآخر ويذوق معه طعماً مختلفاً للحياة عما سبق من حياته .. ولكن ماذا بعد 3 شهور أو 6 أو سنه أو 5 أو 10 سنين !!! هذا الطعم حتما سيفقد صفة (الجديد) بعامل الزمن يمر عليه .. عندما يسألني أحد عن هذه النقطة .. أقول لابد من اهتمامات مشتركة حتى وإن كانت (لعب الورق) أو (مشاهدة التلفاز) بعيداً عن تقييم الأمر من الناحية الشرعية حتى لا يهاجمني أحد :) .. إن الاهتمامات المشتركة وإن لم يكن شرطاً أن تكون متطابقة .. تتسهل على الإنسان مقاومة الشعور بالملل الذي يهاجمه بين الحين والحين دون سبب ! .. رجلاً كان أو امرأة ..

أخيراً .. عندنا في مصر نقول بأن الزواج (بطيخة) ولا تعرف ما لونها الداخلي أو طعمها .. أوافق على التشبيه ولكن عليك أن تنتقي الأرض الطيبة التي تثمر خيراً .. والثمرة التي تظهر للعيان أنها ناضجة .. والتاجر الأمين الذي يبيع الفاكهة دون كيماويات :) .. ألخ .. هناك اختبارات .. وأسئلة .. وتجارب .. يمكن أن تقصر الطريق لقراءة الإنسان لشريكه .. إن الغرب برعوا  في دراسة الشخصيات وتوافقها مع بعض البعض .. وبذلوا لها الكثير من الوقت والجهد .. ولهم كل الشكر على الاخلاص والعمل .. ونحن وإن كانا أصحاب أعظم شريعة وآخر الرسل .. فلابد لنا من ندرس الأمر بكل أبعاده حتى تستقر أمور بيوتنا .. ويستقر معها صلاح أمتنا .. فكيف لبناء أمة يقوم على بيوت واهية .. وأسقف بالية ..
اللهم بارك لنا في أزواجنا واجعل بيوتنا عامرة بـ:
الحب،
والود،
والرحمة،
والسكينة،
والتوافق،
والأمان،
والخير ..
اللهم آمين

الأحد، 10 يونيو 2012

شيء وقر في القلب

أين قلوب كان بالأمس رقيقة تستكين .. واليوم أصبحت حجراً قاسيا لا يلين ..رحماك ربي.. يا مقلب القلوب.. ثبت قلب عبدك المسكين.."


أين عين كانت عند ذكره تدمع .. أين جسد كان من قربه يخشع.. أين عباد كانت عند أعتابه تخضع.. أما آن لك يا عبد أن تفيق .. أما آن أن تقف مع نفسك وتسلك إليه الطريق


سأبقى حراً ولو حبس جسدي في غياهب جب عميق .. سيبقى صوتي ملكي ولو تعثرت قدماي على الطريق.. فروحي داخلي ملك بارئها حتى يحين الأجل .. وسأبقى مستأنساً بالحق ولو تركني ألف رفيق وصديق.. (إن شاء الله)


لو أن للمدينة المنورة وصف لنعتها "وطن الروح" هي المكان التي أترك الدنيا كلها لأبقى فيها .. كيف لا وبها خير البرية ورب الكون حاميها .. يا دنيا عليك السلام لا نريدك قد سئمنا .. نريد الراحة.. في جنة الفردوس الرحمن بانيها ..


وضعت يدي على قلبي وقلت: مالك يا قلب لا ترق وتخشع كما كنت في الأيام الخوالي؟ .. فأجابني قلبي وأين ذكرك يا عبد ..أين دعائك الذي كنت تسهر فيه الليالي .. قلت يا قلبي مقصر في حق ربي ولساني معقود من الذنوب .. فأجابني: لا تيأس يا هذا فربك هو الرحمن مثبت القلوب .. أسمع ربك صوتك تبكي وسيأتيك منه الخير كله وتنفك الكروب .."


أراوغه ويراوغني .. أفوز في جولة .. ثم يغلبني .. يارب تعبت من الصراع وإنني لا أرجو منك إلا أن ترحمني .."
ليلة ويكتمل البدر في كبد السماء ... حقا .. مضى نصف الشهر يا رمضان.. ألا تتمهل ..لم يسكب من العبرات ما يكفي غسل الذنوب .. لم يتعب الجسد من صلاة تطهر القلوب .. لم ينطق اللسان بما يكفي من الدعاء.. مهلا يا رمضان .. نريدك معنا طوال العام .. يارب رمضان .. أعنا فيما بقى وتقبل ما مضى .. سبحانك ما عبدناك حق العبادة.."


أتساءل كثيراً .. ما معنى الغربة .. وما هي أنواعها؟ وطن، أهل، روح، .. ألخ... وما أقصاها ضراوة على النفس.. ووجدت بعد الكثير من التفكير.. أن غربة الروح هي أقصى وأشد أنواع الغربة على النفس.. تجد نفسك حينها في بلدك، في بيتك .. لكنك تشعر أنك لست في وطنك .. بين أهلك لكنك وحيد.. بين أصدقائك لكن وكأن كل له لغة يتكلمها !.. ولا يمحو تكل الغربة إلا شيئا واحداً .. أن تعود .. أن تعود إلى من خلقك..تتذلل إليه.. أن تخلي قلبك من كل شيء إلى منه سبحانه.. أن ترسم لنفسك طريقاً واحداً.. نحو رضاه ..فإن فعلت  صارت الدنيا كلها لك وطناً.. والناس كلهم  لك أهلاً.. ولسانك ينطق بكل اللغات رغم أنك لا تجيد إلا لغة واحدة! .. كن مع الله يأتيك كل شيء ولا يضيع منك أي شيء.. هنا تأنس به.. وما أنس به.. لم ير غربة حتى يلقاه سبحانه ..

إذا أردت حبا خالدا لا يموت .. فاجعله في الحي الذي لا يموت ..

يا غريباً في الدنيا لا تحزن .. فغربتك علامة معرفة الطريق إليه .. طوبى تنتظر كل من شكى غربة .. ورب العالمين يؤنس وحشة كل مغترب .. 

جعلت ربي وكيلي في أمري فأعطاني من فضله ما أريد .. ولو كانت الدنيا تعارضني في أمور فليس هناك يا دنيا من جديد .. أرْضِ ربك ولو سخط الناس جميعهمُ .. يغنيك عن القريب والبعيد .. والزم دعائك وقيام ليلك يلن لك حتى الحديد .. وصاحب التوكل في كل حينٍ يكن لك من مولاك ما تحيا به سعيد .. 


لا تنظر فقط للنصف المملوء من الكوب .. ولكن انظر للجزء المملوء مهما كانت كميته .. فعينك هي التي تحدد الكمية .. ضع عينيك على مقام الرضا .. سترى الكوب مملوئا عن آخره والواقع أنه ربما يكون فارغا أو به قطرة واحدة .. ارض .. يرضيك ربك بما قسم لك .. صباحكم تفاؤل .. 


طعم الدنيا: هو كل شيء لا يعجبك في كل الأشياء التي تحبها .. هو كمية زائدة من الملح  تسقط دوما في إناء طعام الذي تشتهي .. والغريب أنك تجد نفسك ولابد أن تأكله لأنك تريده .. لا تستغرب .. هذه طبيعتها .. "لا تستغرب الأكدار ما دمت في هذا الدار"..  ضع نصب عينيك أنها (دنيا) ولها صفات وسمات خاصة بها .. طعمها باق في كل شيء .. ولن يزول إلا بزوالها .. حتى إذا مررت عليه بسلام (الصراط) .. ووقفت على بابها (الجنة) تنتظر شربة من يد (الحبيب) صلى الله عليه وسلم  ذهب طعمها من حلقك ولن يعود أبدا .. وتبدأ بعدها تذوق طعم (النعيم) الذي سيكون في كل شيء .. إنه (الرضا) في كل شيء ممن خلقك ووضعك في الدنيا كي تعبده سبحانه.. ويدخلك يومئذ الجنة فقط برحمته .. اللهم اجعلنا ممن كتبتهم من أهل الفردوس.. صباحكم رضا بالملح الموجود في طعم الدنيا وعمل وأمل ويقين بشربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا .. بإذن الله ..  


يا دنيا لا تغريني بجمالك وسحرك .. فأنا أعرف عنكِ الكثير والكثير ... تُغْوينَ كل من أحبك بظلم .. وأنت تعلمين أنه زلل وسقوط كبير .. يا دنيا غري من كان ينس أن الله خَالِقُك .. لكن المتذكر لربه يبقى في حماه أمن العين قرير .. لا ترسلي شياطينك إلى قلوب العباد.. فمن عرف ربه صار بك عليم وبصير .. سأبقى محاولاً أن أبقيك في كف يدي .. وقلبي بحب ربي يَسْعد وينير .. لن تنفعينني عندما أقف أمامه يوم الحساب .. سأبقى وحدي دون سند أو عون أو نصير .. فيا عبد .. لا تترك الدنيا تعبث بفطرتك .. فربك قد أعطاك من عظم فضله الكثير .. كن في العبودية مخلصا ورعا .. كن تبعا لسنة المصطفى الحبيب البشير .. واعلم أن الجنة قد تزينت من أجل كل من أطاع ربه .. والنار بعذابها ترسل لنا في كل يوم ألف نذير ونذير .. اللهم أمنا الفتن ما ظهر منها وما بطن وارحمنا برحمتك يا عزيز يا خبير ..


صباحكم معطر بذكرى مولد سيدي وحبيبي .. خير البشر .. سيد الخلق .. الرحمة المهداة .. السراج المنير .. خير من خلق .. وخاتم النبين .. محمد بن عبدالله .. صلى الله عليه وسلم في عليائه .. اللهم صلي وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين .. صلوا. عليه ما قرأتم هذه الكلمات .. واستشعروا نعمة الله بأن أرسل لنا قرآنا مشى على الأرض .. ورسولا نقتفي اثره .. صلى الله عليه وسلم كان لنا .. أبا وأخا وجدا وقائدا ومعلما ومرشدا وسيدا وصديقا ورفيقا وكل معاني الخير في الدنيا تعلمناها ونتعلمها من سنته العطرة .. صلوا على الرسول أحمد .. صلوا على خير من طلعت عليه الشمس .. صلوا على من شهدت له الأرض والسماء والانس والجن .. صلوا على من سماه ربه .. بالمؤمنين رؤوف رحيم .. والله لن تكفي الكلمات أبدا عن سيدي وحبيبي ورسولي وشفيعي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .. صلوا عليه مرة أخرى ولا تركنوا عن اتباع سنته .. فربنا يريد من أن نكون أمة محمد بحق ..بالاتباع وليس بالاسم فقط أو الابتداع ...  صباحكم إيمان وحب وذكر وصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم ..   


الأنس به سبحانه لا يأتي فجأه..بل يأتي بوصل وصلة وصلاة..فأما الوصل فهو الدعاء والذكر..أما الصلة فهي دوام الدعوة إلى الله وتذكير العباد..أما الصلاة فهي الوقوف بين يديه خمسا وفي الليل قيام ومناجاة..بحيث يتحقق دوام الود منك لسيدك وربك ومولاك سبحانه..عندها يفتح عليك من الأنوار ما يجعل قلبك في حالة الأنس به ..والتي لا تنقطع حتى في منامك..ويكون لك من البركات ما تحل عليك في كل ما حولك..حتى يعطيك ما يغنيك وأنت زاهد فيه..والله أعلم .. اللهم لا تبعدنا عن جنابك وأذقنا حلاوة الأنس بك..


إذا فقدت طعم الحياة حلوا كان أو مرا في نفسك..ووجدت قلبك ما زال متعلقا بربك وراض بما قسم..فاعلم أنما هو إدخار منه سبحانه لحلاوة تذوقها في جنته يوم العرض عليه بإذنه .. فلا تحزن .. 


إن الزهد ليس فقراً .. أو إكتئاباً .. أو عدم رغبة في الحياة..لكن الزهد الحقيقي هو أن تكون مقبلاً بحب على ما تريد من حلال الدنيا وتبذل له كل ما تستطيع من السعي..لكنه سعي للجوارح فقط ..أما القلب فيكون متعلقاً بمن أنعم عليك بهذه النعمة أو هذا الأمر الحلال الذي تريد .. فتقبل وتحب وتشتهي بل وتستمتع ولكن مع كل خفقة ونبضة يكون رب العالمين هو ما يشغل القلب .. ويصبح شكر النعمة هو ما يشغل البال .. ويصبح الحفاظ على النعمة هدفاً لدوامها .. ويكون أمام عينك قوله سبحانه وتعالى في سورة الحديد في الآية 23 "لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" .. إنه حال قلْبيّ أكثر من كونه حال حِسِّيّ .. يصل المرء فيه إلى زهد حقيقي .. وإن كان غنياً ينعم في رغد العيش .. أقبل على الدنيا ولكن وهي في يديك.. انزعها من قلبك.. يكن لك خيري الدنيا الآخرة.. أتذكر دوماً التعريف الذي قاله أحد الصالحين.. أن الزهد الحقيقي هو لمن ملك الدنيا فزهد فيها.. ربنا واجعلنا ممن ملك الدنيا في يديه..ونزعها بعفوك من قلبه.. وفاز في الآخرة برضوانك.. والله أعلم .. 


ترقب واستسلام .. يقول رسولنا الحبيب: "لقلب ابن آدم أسرع تقلّبًا من القدر إذا استجمعت غليانًا"... فلا تقلق إن شعرت بكل هذا معاً أو تِباعاً .. فإنها حكمة الخالق في جعل هذا من بشريتنا .. حتى نظل متعلقين به سبحانه .. .. ولذا كان الحديث أيضاً: "إنّ قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرّحمن فإذا أراد أن يقلب قلب عبدٍ قلبه".. تعامل مع قلبك كأنه ابنك الذي تخشى عليه من أن يصيبه تعب أو نصب أو وسخ في ملبسه .. القلب إن صلح .. صلح معه حالك مع من خلقك .. املأ قلبك حباً .. انزع منه الغل .. أقبل به على الطاعات عند إقباله وحافظ عليه بالمفروض من الله في إدباره .. واعلم أن للناس قلوباً مثلك ربما تكون أضعف .. فلا تجرح أحداً .. ولا تنس دعاء الرسول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك .. صباحكم مشرق بنور رب القلوب وسنة طب القلوب محمد صلى الله عليه وسلم .. 


من استطاع أن يقود بشريته بلجام عبوديته  ... صار سيدا لنفسه وهواه  ... عندها يتحقق للعبد من المعبود سبحانه معنى الهداية... ويسلك حينها العبد الطريق لله على علم  ... حتى إذا اختاره ربه إلى جواره مات على الطريق وإن لم يصل لمنتهاه  ... اللهم أحينا وأمتنا على الطريق إليك حتى نلقاك وأنت راض عنا... 


ما أجمل أن ينفض الناس من حولك وتظل تشعر بالأنس رغم وحدتك المادية  ... ولا تكون واهما... لأن الطمأنينة هي سكينة في القلب وحلاوة في العبادة والقرب منه سبحانه  ... 


نصحني صديقي قائلاً : حين ينعم عليك الله بنعمة فاعلم أن عليك فيها شيئين .. أولها شكر وثانيها وصبر .. وجوب شكر النعمة حفاظاً عليها .. وصبر عليها حتى لا تكون فتنة تبعدك عن المنعم عليك بها سبحانه .. ربنا هو الجميل ذو الرحمة .. يعطينا ليعلم من فينا الشاكر لنعمه بحق .. ومن المفتون بحلم ربنا وكرمه عليه .. لا تحسب حصولك على النعمة نهاية المطاف .. بل هي على النقيض بدايته .. فربما أنعم عليك بنعمة استوجبت عليك يوم القيامة وقوفاً أطول بين يديه ليحاسبك .. أتذكر ما قيل أن عبد الرحمن بن عوف يخشي الحساب يوم القيامة؛ لأنه يعلم أن من كثر ماله طال حسابه .. فاللهم يا ربنا .. اجعلنا ممن يدخل الجنة بلا سابقة عقاب ولا عتاب ولا حساب .. آمين .. 


إذا أحزنك أمر فلا تنس أن لله تسعاً وتسعين اسماً ويزيد .. فإن ضاقت عليك الدنيا فتذكر اسم الله الواسع .. وإن بخلت عليك فلا تنس اسم الله الكريم .. عش من أسماء الله وصفاته في حياتك تشعر حينها بجمال عبوديتك لخالقك وصفاته سبحانه .. لا تقنط أبداً .. فإن من سمى نفسه بهذه الأسماء يعلم كل العلم ويحيط بحالك وما تحتاجه في أمسك ويومك وغدك .. فاللهم لا تحرمنا الدعاء بأسمائك العلى واستجب لنا دعائنا .. وارض عنا حتى نلقاك وقد شملتنا بكل صفاتك وأسمائك .. يارب .. يارب 


عامل قلبك كالطفل الرضيع .. رعاية .. غذاء .. وعلمه الرفق ..والشجاعة في الحق ... فقلبك سيصحبك حتى قبرك... إن لم تربيه .. انقلب عليك .. وسحبك إلى ما لا تريد .. بدلا من أن يصحبك لما تريد .. يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .. 


بما يحزنك أمر .. وتود أن تحكي للدنيا عنه .. وتحار كيف تكلم الناس فيه .. فتقرر أن تذهب إلى ربك داعيا ..راجيا .. متضرعا .. وتسأله المدد من عنده .. وتكف لسانك .. فيحشد لك ربك جنودا من خلقه تتكلم عنك .. فيقيك مشقة القول .. وفي نفس الوقت يعطيك ما ترجو دون أن تنطق .. فسبحان من إذا ما جريت عليه تدعوه .. أكرمك وأعزك .. وبارك خطاك .. وغير لك القلوب لتعلم علم اليقين أنها بين اصبعيه يقلبهما كيف يشاء .. فلم الحزن إذن ولك رب سمي نفسه العليم الخبير ..


لماذا السجود؟ .. أكثر وضع يتحقق فيه شكل العبودية للمعبود .. جبهتك تلامس الأرض .. تُخاطِب من خَلَقَك .. رأسك على الأرض التي منها خُلِقت .. وإليها تعود .. فأنت في حالة انسجام بذراتك مع أصلك من التراب .. لا يسمعك إلا من خَلَقَ فسوّى .. فأنت في حالة لحظية من الخلوة مع رب العالمين .. وضع جسدك يكاد يكون كما كنت في بطن أمك .. وكأنك في رَحِمِ الصلاة .. تتغذى بدعاءك ونجواك مع رب الكون سبحانه .. السجود هو نهاية المطاف في الصلاة .. قبل التشهد والخروج للدنيا .. فكأنما هو خلاصة الصِلة مع رب العالمين .. وما أحلى أن يسجد الجسد أولاً .. ثم يَسْجُد القلبُ من بعده .. ولعل الله أن يُنْعِم علينا بسجود قلوبنا .. فإن القلب لو سجد بحق لمولاه .. ظل ساجداً لا يقوم من سجدته أبداً .. 


صديقي.. إذا أحزنتك أزمة ..أو ابتعد عنك من تُحب .. أو احترت في أمر .. أو شعرت بغربة في الدنيا .. فقل لنفسك "إني ذاهبٌ إلى ربي" .. 


قُم من نومك قبل طلوع الفجر .. وتوضأ .. وتخيل أنك والماء على جسدك تغسل الوَسَخ الذي حاق بروحك .. ثم توجه إلى مكان صلاتك .. وكأنك غريب قد وقف بباب كريم يسأله العون وأن يَدُلَه على الطريق .. أنِخْ مَطيَتك .. واطرق الباب .. ولا تستعجل الرد .. فأنت الذي تحتاج إليه .. ناجيه سبحانه .. أسْمِعْهُ صوتك .. خاطب عينيك وقل لها هل جفَّت دموعك؟ .. تكلم مع قلبك واتهمه .. لم قسو قلب؟! .. قف بين يده كالطفل الذي يعلم حتما أن أباه سيلتقطه حين يرميه في الهواء .. كيف تقلق وقد وعدك في كتابه!! .. "وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" .. أليس هذا سوء أدب منك أن تحمل الهم وقد وعدك .. وليس بأوفى بعهده من الله


وكأنك في السجود جنين متكور على نفسك في رحم الصلاة..لا تتركها تولد للدنيا مع كل ركعة دون أن تغذي روحك بدعاء وخشوع لربك بحق


دعوني أتفلسف قليلاً :))) ... أظن أن (الأنا) لها دورة حياة في حياة كل إنسان، فالإنسان يولد أنانياً وإن كان لا حول له ولا قوة من ضعفه كطفل ورضيع .. فهو لا يريد إلا أمه .. ولا يريد أمه إلا له .. ثم يكبر ويكبر الشعور معه حتى يأتياه أخ أو أخت .. فإما تزداد (الأنا) من الغيرة .. وإما أن يتعلم أول درس في الحياة مع (الأنا) ويفهم معنى المشاركة ..  ثم يكبر .. ويكبر معه شعور المشاركة .. حتى يتزوج .. وحينها ترجع (الأنا) له مرة أخرى .. ويريد زوجته أن تكون له وحده .. حتى ينجب .. فتبدأ (الأنا) بالتراجع مع وجود بعض منه في الدنيا من ولد أو بنت .. ويجد نفسه حينها ينسى (الأنا) ويفضل أولاده على نفسه في كل شيء .. -هذا إن كان سوياً يتعلم كيف يتعامل مع (الأنا) بالطبع! - .. وحينها يكون قوياً وراعياً لمن حوله .. ثم يكبر .. ويكبر .. ويشيخ .. ويهْرُم .. ويزيد ضعفه .. فتعود له (الأنا) مرة أخرى .. ويريد أولاده من حوله في كل وقت .. ويريد من زوجته ألا تتركه .. ويبدأ لا شعورياً أن يكون طفلاً مرة أخرى .. يطلب كل شيء لنفسه .. وهو في أرذل العمر ..
وكأني هنا أستطيع أن أقول .. أن (الأنا) تصحب الإنسان حين يكون ضعيفاً .. وتتركه حين يكون (بحق) قوياً .. ومن تستمر معه (الأنا) طوال حياته دون تغيير فهو شخص ضعيف في نفسه وإن بدا جباراً .. لا يدري أن القوة في غير (الأنا) .. وأن القوة الحقة في العطاء والمشاركة ..
واللبيب من يستخدم (الأنا) في حينها .. ويتركها حين ينتهي دورها .. والله أعلم :))





من أنيسك؟؟
 سألوا العاشق من أنيسك .. قال أنيسي في ليلي هو القمر..
سألوا البحار وأنت يا مسافر .. قال نجوم أهتدي بها في ظلمات البحر .. 
 سألوا الغريب وأنت يا ابن السبيل .. قال عطف الناس ودليل يدلني في السفر ..
 
 سألوا الأعمى وأنت يا مبتلى .. قال كلب يسوقني يمنعني أن أقع في الحفر ..
 
 سألوا العبد وأنت يا عابد .. قال أنيسي كتاب ربي ودعائي في ليل السحر ..
با ابن آدم لا تلق لغير رضاه بالا .. فلن ينفعك أي
 من البشر .. 
يا ابن آدم أنفق ما في يدك دون حساب .. أنفق ولا تخش في الحياة الفقر .. 
يا ابن آدم لا تركنن لدنيا أو لهوى .. فلم يعد هناك وقت ولا في العمر عمر ..
يا ابن آدم لم قسوة القلب .. لم الجمود .. أما تخش وحشة وضمة القبر.. 
با ابن آدم .. دعائك في يدك سلاح .. إيمانك في قلبك .. زمام للأمر .. 
با ابن آدم لا تشغل قلبك إلا من سواه .. فالقلب لا يسع إلا المقتدر.. 




مناجاة -1-
القلب قد أناخ مطيته ببابك يا كريم .. فلا تحرمني قرب منك يا رحيم .. يا من له عنت الوجوه .. وسجدت لكبريائه الجباه .. ليس لي سواك .. لا حول ولا قوة لي إلا بك .. عظمت ذنوبي .. لكني أعلم أن عفوك أعظم .. ضاقت بي سبلي .. لكن أبوابك لا تغلق .. يحار قلبي .. لكن رحمتك وسعت كل شيء .. اللهم إني أشكرك على نعمك العظيمة .. فلقد أعطيتني من الدنيا الكثير .. أسألك أن تجعل الدنيا في يدي .. ولا تجعلها أن تتمكن من قلبي .. ربي .. نفسي تلومني .. ولكنك يا من سويتها أعلم بها..
رباه .. أنر لي طريقي .. وسع لي في رزقي من كل ما يمكنني في أرضك حتى ألقاك وقد رضيت عني بأن كنت كما خلقتني من أجله .. عبدا لك قبل أي شيء.. صالحا في نفسي مصلحا لها قبل أن أصلح غيري ..
ربي .. مولاي .. خل قلبي من كل هم .. فرج عني كل كرب .. ارح كتفي من كل شيء لا يوصلني إليك .. سلكت لك الطريق .. ويتوه من الدليل بين الحين والحين .. فلا تحرمني نورك على الدرب .. حتى إن اخترتني يوما ..واسترجعت وديعتك.. مت وأنا سائر لك على الطريق ..
اللهم آمين ..
العبد .. الفقير .. الراجي رحمته ..





مناجاة -2- ..
ربي .. ثقلت همومي على كاهلي .. رغم كل أنعمك علي .. ترى هل هو بطر .. أم أن النفس صارت ضعيفة .. أم أن الرضا يفارق الروح ثم يعود .. أم أن الايمان في القلب .. (يتقلب) .. ربي لا يعوزوني من الدنيا إلا أن ترضى عني .. سلكت الطريق إليك وأنا مقصر .. سلكت الطريق وأنا أتعثر .. لكن رحمتك وسعت كل شيء .. وعفوك قد أفاض على الدنيا وشملت كل الخلق ..
رباه .. قسى قلبي فما عادت الدموع تبلل وجهي .. كما كانت .. ربي ولا تحرمني دمعة يغفر بها ما كان .. ربي لو أن الكل مطلع علي لأعرضوا عني .. لكن تراني .. وبرحمتك ترزقني من نعيم الدنيا .. أرحم بي من كل الخلق .. رباه .. ما أحلمك على عبدك .. ما أصبرك على تقصيرنا .. أحمدك لأنك الاهي .. أشكرك لأنك ربنا ..
يا خالقي ورازقي .. يا من تؤمن القلوب إن فزعت .. وترد النفوس إليك إن بعدت .. يا من تعلم بحالي قبل سؤالي .. إن كان الهم هو زاد للطريق لنصبر فما أرخص الثمن .. لكني عبد إحسانك .. ولست عبد امتحانك .. أنت المحسن .. أنت الواسع .. فأزح من القلب ما أهمه .. ومن النفس ما يحزنها .. ومن العين دمع الحزن وأبدله بدمع
الخشية والرضا .. رب واملأ قلبي بحبك حتى لا يكون في القلب سواك ..
اللهم آمين ..
العبد .. الفقير .. الراجي عفو ربه ..



أتساءل كثيراً في نفسي .. ما هي الغربة؟ وهل الغربة هي غربة الوطن، الأهل، أم غيرها؟ ... 
وجدت بعد الكثير من التفكيروالتحليل -كعادتي- .. أن غربة الروح هي أقصى وأشد أنواع الغربة على الإنسان .. 
إن شعرت روحك بالغربة .. تجد نفسك حينها في بلدك، في بيتك .. لكنك تشعر أنك لست في وطنك .. بين أهلك لكنك وحيد .. بين أصدقائك ومحبينك ولكن وكأن كل له لغة يتكلمها ! .. 
ولا يمحو تلك الغربة إلا شيئا واحداً .. أن تعود .. 
أين؟؟ تعود إلى لمن سواها .. إلى أصلها .. أو ليس هو من خلقها .. 
أن تعود إلى من خلقك .. تتذلل إليه .. أن تُخلّي قلبك من كل شيء إلا منه سبحانه.. 
أن ترسم لنفسك طريقاً واحداً .. نحو رضاه .. أن تكون على يقين في أن كل ما أصابك لم يكن ليخطأك .. وأن كل شيء في حياتك هو لحكمة من سبحانه ..
إن عدت لمولاك .. عرفت روحك طريق بيتها .. ووطنها .. وهنا تصير الدنيا كلها لك وطناً .. والناس كلهم لك أهلاً .. هذا لأنك حينها ستحمل وطنك داخلك أينما ذهبت .. إنه حب الله .. ولن يحزنك شيء .. ولن يتعبك اختبار .. ولن تشعر بالدنيا تضيق .. لأنك تحمل في قلبك حب الواسع .. فأي ضيق بعدها يا ترى ! .. 


كن مع الله يأتيك كل شيء ولا يضيع منك أي شيء .. هنا تأنس به .. وما أنس به عز وجل .. لم يذق وحدة أو يعاني غربة حتى يلقاه سبحانه .. خ.ب

الخميس، 7 يونيو 2012

كلام في الحب

كلمات في الحب
ليس فقط لأنه يعطيك المال ويؤمن حاجاتك المادية .. لكن عندما تشعرين بالهم .. عندما تشعرين بالخوف .. عندما تشعرين بالسعادة .. عندما تشعرين بالحيرة .. عندما تشعرين بالوحدة .. عندما تشعرين بالفخر .. عندما تشعرين بالغربة .. عندما تشعرين بالنجاح .. عندما ... عندما تشعرين بكل شيء وتجدين نفسك في لحظة تفكرين فيه هو وحده وتريدين أن يشاركك كل ما تشعرين .. وتستطيعين أن تقولي بملء فيكي .. إنه  "آماني" .. "سندي" .."سكني" .. حين تسعين ن تقفي وراءه .. حين تحاولي أن تعطينه اسماً .. فلا تجدي أبلغ من تناديه وتقولي له يا "أنا" .. من قربه منك.. اعلمي ساعتها أنه قيم عليك .. ولقد استحق هذا لأنه أعطاك من الثقة والآمان ما جعلك لا تفكرين إلا فيه حين تشعرين بأي شيء .. أيها الرجل.. قوامتك ليست فقط ما أنفقت .. لكنه ما أعطيت بقلبك وروحك لزوجتك حين تحتاجك وحتى حين لا تحتاجك .. لست خيالياً رومانسياً.. هذا هو الرجل وتلك هي المرأة.. لكن زماننا عز في الاثنين رجالاً ونساءً .. ورغم ذلك؟؟ لن نقف حتى يعود الزمان يشرق بنور الفطرة..
"إذا كان اختيارك لله وبالله وفي الله ... فماذا تكون النتيجة غير رضا الله وبركة من الله في كل خطوة ... هي معادلة بسيطة ... لكن لا يقوى عليها إلا لبيب... يا مبتغيا من الله رجاءا وسؤالا. . جدد النية وتوجه إلى الله الكريم ... اختر ما يريد ولا تلقى لغيره بالا.. سيأتيك الخير في حينه ويقيك لوم اللئيم..

"الوطن ليس أرضا وبيوتا وجدرانا وكفى .. الوطن ..روح تحتويك .. وقلب يحبك .."

حياتك التي عشت..ليست عدد السنين وعمرك المكتوب في بطاقتك الشخصية ..إنما هي الوقت التي كنت فيه نفسك..

من أجمل ثمرات الحب في الله أنه يتنفس من اسم الله "الحيّ" .. فيصبح حينها .. حُباً حياً لا يموت .. حتى وإن فارق المحبين الدنيا .. إذا أردت أن تُحب .. فلتجعل حُبك فيه سبحانه .. واعلم أنه سيكون أسمى وأجمل وأمتع أنواع الحب ..

"من خصائص الحب في الله أيضا أنه غرسه يروى من اسم الله "الودود" .. ما بالك بشكل ثمرة الود والمودة والحب إن كان مرويا بهذا الاسم! .. فليكن حبك فيه سبحانه. . وسترى بعينيك الثمرة..

دنيا المشاعر تقوم وتعيش على مبدأ الأرصدة .. فلا تبخل بما عندك حين تستطيع .. كن في حبك كريما.. حتى إذا أتاك شح الكبر يوما .. أو أصبحت بخيلا أو بخلت الدنيا عليك .. تجد في حسابك ما يكفيك .. لا تظن أبدا أن الحب استثمار قصير الأجل .. بل هو طويل الأجل إلى أقصى حد .. تاجر مع من تحب من لحظة توقيعك معه عقد حبك .. ولا تبخل فربما يأتي يوم لا تجد في بنوك الدنيا رصيد .. إلا رصيدك مع من أحببت يوما ..

الكثير يصر أن يحبك بطريقته هو.. قليل جدا من يحبك بطريقتك ..ويتنازل فيها عن ذاته ليرضيك .. إن الفهم نعمة .. والعمل بما تفهم هو كمال الفهم وعين الحكمة .. 

يا قلبا أحبه لا تحزن ولا تخف .. فنحن في معية من خلق الكون والناس أجمعين .. يا قلبا أحبه لا تحمل الهم ولا تهن.. فربنا الرحمن جميل العفو رحيم .. يا قلبا أحبه إن شعرت يوما بأن الدنيا قد ضاقت .. فتذكر أن الواسع هو من خلقها وهو على وسعها قدير .. يا قلبا أحبه لا تقل إن العالم لا يفهمني .. فإن قلوب الخلق بين إصبعيه يقلبها بين الحين والحين .. يا قلبا أحبه لا تخش المجهول مهما كان .. فكله مكتوب في اللوح بيد حكيم خبير .. يا قلبا أحبه لا تظن أن الدنيا نهاية المطاف .. بل هي دار ستزول وبعدها دار الخلد والنعيم.. يا قلبا أحبه ستبقى في قلبي حتى يحين الأجل .. فأنت مني وأنا منك الى أبد الآبدين .. 

الحب للرجل كالماء يعطش له بين الحين والحين..أما الحب للمرأة فهو كالهواء تتنفسه ..ليس عيبا..لكنه مناسب لدور كل واحد منهما في الحياة

نهر قديم .. يعانق أرضاً طيبة .. فيجري الماء في أوصال الأرض لينبت ثمراً بإذن رب العالمين .. لتصير في دنيا الله حياة جديدة .. والنهر دون أن يروي الأرض سيتبخر منه الماء ويجف .. والأرض دون أن تروى بالماء ستتشقق وتبور .. فالماء والأرض لا يفترقان .. توأمة ولزوم لحياة كل منهما .. وكلاهما دون الآخر بلا قيمة .. الله أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .. اللهم لا تحرمنا صحبة من يذكرنا بك .. ولا قرب من نرى فيهم نعمتك .. آمين ..

إذا أحببت شخصاً فاعلم أنك يومها قد كتبت على نفسك عهداً ووعداً أن تكون معطاءاً له .. حتى وإن لم تتفقوا على ذلك لفظاً .. فهذه قوانين الحب.. وأولى قواعد الحب: العطاء .. وعليه إن لم تكن تستطيع أن تعطي .. فلا تترك لقلبك أن يحب دون أن يدري .. ولا تُعشِّم من أحببت بالوصل وأنت لا تملك حِباله .. ولا تعده بالدفء وأنت لا تملك حطب المشاعر .. ولا تعده بالقرب وأنت لا تعلم أين سيكون مقامك غداً .. إن القلوب رقيقة .. كالمثل القائل (إن القلوب إذا تنافر ودها مثل الزجاج كسره لا يُجبر) .. وأزيد عليها وإن حتى جُبر الكسر .. فسيبقى القلب به شروخ وندبات لا تنمحي .. عزيزي المحب .. قبل أن تُحب.. راجع ما عليك قبل أن ترمي نفسك في بحر الحب .. تعلم السباحة أولاً حتى لا تغرق .


حبٌ بلا مسؤولية لعبة صبيانية .. مسؤولية بلا حب كراعٍ لا يعرف من الأدب إلا الضرب !

كلام في السياسة


يوم الحكم على مبارك!- يونيو 2012
القضايا لسه مخلصتش !! لسه الكسب غير المشروع وغيره .. جمال وعلاء وحسن عبدالرحمن مش خارجين ..
بس مش فاهم إزاي المساعدين الستة ببساطة كده براءة !!!!! ..
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما
حسبنا الله ونعم الوكيل .. يموت الشهداء مرة أخرى اليوم !!
لا يجب أن ننسى أبداً أنها دنيا يحكم فيها بشر .. كلنا تاركوها .. وسنقف كلنا أمام رب البشر .. ربنا الحَكَمُ العَدْل في يوم تشْخص فيه الأبصار .. وعندها لن هناك لم يكن هناك أدلة كافية..
لم تطمئن المحكمة للدلائل..
انقضاء مدة الدعوى الجنائية لمرور مدة ١٠ سنين على حدوثها..
لم يكن هناك شهود في الواقعة..
لكل من يحترق صدره بعد الحكم .. لا تنقم على المحكمة .. فربما هذا ما لديها فعلاً

أتذكر قول الرسول: حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم تختصمون إلي، وإنما أنا بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي بينكم على نحو مما أسمع منكم، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذه ، فإنما أقطع له قطعة من النار يأتي بها يوم القيامة.

حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن أبي زائدة عن عوف عن محمد قال: كان شريح مما يقول للخصيم : يا عبد الله ، والله إني لأقضي لك وإني لأظنك ظالما ، ولكني لست أقضي بالظن، ولكن أقضي بما أحضرني، وإن قضائي لا يحل لك ما حرم عليك.

فيا أيها الستة المساعدين .. الحكم في الدينا لن يعفيكم من دم مصري سُفك بأمر أي منكم .. سواء في الثورة أو قبل ذلك .. يا أمن الدولة ويا مساعدين .. إذا أُمّنتوا في الدنيا .. فلن يكون الأمر كذلك يوم القيامة .. القصاص عند ميزان رب العباد ينتظر كل قاتل ..



تعريف الساسة (موسيقياً) - مايو 2012
كل واحد واخد آله موسيقية في إيده مش مهم هي إيه (كمانجة) (كونتر باص) (فلوت) ...ألخ .. وشارِخ بيها وعمّال يعزف نغمة واحدة ويمكن يغيير في النغمات (حسب الطلب) .. بس الشيء المشترك بين الساسة العازفين إن كل واحد بيعزف لوحده .. الهدف في الأخير مش أوركسترا منسجم -لا سمح الله- .. الهدف إن نغمته تعلو على النغمات الأخرى (بوضوح) .. وكل واحد يعتقد طبعاً في أن نغمته هي الأحلى وبس ومحدش عزفها قبله!!
واللذيذ إن الواحد ممكن يطلع فجأه بأي نغمة في أي وقت .. صبح .. ليل .. والناس (نايمة) مش مهم .. بس الأكيد إن نغمته هي الأحلى ..
لسه بدري لما نسمع لحن موسيقي كامل .. سيبقى الأمر نغمات .. منها (النشاز) ومنها (الجميل) .. منها (العالي) ومنها (الواطي) ! ... 
لسه بدري علشان نبقى أوركسترا ... 
ولا عزاء للموسيقين !! ... 
أنا لا حأزعل ولا حأتنرفز ولا حاضايق نفسي .. #$%^@_)*;% ... اللعنة على الأبراج !! ...
وعلى فكرة على يقين تماماً في سنة ربي في التغيير .. ومتفائل رغم كل ما يحدث ... ولن أترك (العازفين) يزعجوا أذني كثيراً .. (سأعزف) عنهم .. فهم ليسوا ممن أطرب إليهم .. وفي داخلي .. أنشودتي .. سأظل أنشدها حتى يلوح الفجر من قلب ظلمة الليل ... ولن أتوقف عن العمل والدعاء بإذن رب العباد
..


حلمك - أبريل 2012
إذا حلُمْتَ في صِغرك أن تكون فارساً .. فالزم حلمك .. عش من أجله .. لا تقل: "هذا لم يعد زمان الفرسان!" .. نحن (بعون الله) من نعطي للزمان اسمه ومعناه .. نحن من يكنّى الزمان باسمنا .. نحن من نصنع من الزمان تاريخاً تحكيه الناس .. حتى يصبح وقت الموات كماء المحاياه .. الفروسية ليس أن تمتطي جواداً وتجوب الصحراء .. الفروسية خلق ومروءة وعطاء بلا حدود .. الفروسية أن يجدك من يحتاجك متى التفت باحثاً عنك .. 
الفروسية ليست رومانسية .. الفروسية معنى المسوؤلية .. 
حلمك هدفك .. خلقك سيفك .. إيمانك جوادك .. الدنيا ميدانك .. كلمة الحق حربتك .. نفوس الصالحين جنودك .. يا فارس العصر لا تيأس .. زمانك سيكنى باسمك يوماً .. فلا تتعجل أن تترك (الميدان) طريق الحق والحرية لا عودة فيه .. استعن بالله ولا تعجز .. واعلم أن الآتي إنما هو خير .. وإن بدا غير ذلك .. 
  

الأسطر الأخيرة
بشار يكتب الأسطر الأخيرة .. سُنة الإهلاك باقية .. هو لا يدري .. هو لا يقرأ .." ألم نهلك الأولين" .. كلما زاد الطغيان .. كلما تم استيفاء شروط الإهلاك .. ما هي إلا أيام يا بشار .. لكم الله يا أهلنا في سوريا .. صبراً فإن موعدكم الجنة .. وموعدهم عذاب من المنتقم الجبار .. يا بشار .. يا بشار .. شو حتقول قدام النار !! .."


دماء تراق !! - مارس 2012
التحرير .. كوبري قصر النيل .. الإسكندرية .. السويس .. محمد محمود .. استاد بورسعيد .. تختلف الأماكن .. لكن المشترك .. دماء مصريين تراق !!! .. سنة الله في التغيير باقية .. وسنة اهلاك الظالمين باقية .. وربنا مطلع .. قلوبنا تنبض بالحزن .. لكن عقولنا وارواحنا يقظة .. ويمكرون ويمكر الله .. لا مقارنة .. ربنا هو رب كل شيء .. ربنا ورب الظالمين أنفسهم .. يمهل لكنه لن يهمل .. إنا لله وإنا اليه راجعون .. عظم الله أجرنا في كل من سبقنا له سبحانه .. ولتصبروا يا ثكالى ويا أرامل ويا يتامى .. ربنا عدل ورحيم .. "
\

رسالة إلى النبي في يوم مولده - فبراير 2012
يا ليتك بيننا لأقول لك: يا رسول الله..  يا أشرف الخلق .. يا معلمنا ومرشدنا .. يا من علمتنا الدعوة والصبر على الإيذاء.. ويا من علمتنا الجهاد وعزة وكرامة الانسان .. في ذكرى ميلادك .. يوم أن أطل على الدنيا نورك .. يا خير البشر .. في ذكرى ميلادك يا حبيبي أنا حزين لما أصاب أمتك .. وأخلاق أمتك التي بعثت لتممها ..  تذهب كل يوم .. كل يوم يظهر لنا من يكتشف أن أمتنا دون حام يحميها .. يكتشفون أن القفص بابه مفتوح .. دون حارس .. فيتسربون منه .. واحد تلو الآخر ..  فواحد يسرق .. وآخر يخطف أطفالا .. وآخر يقطع الطريق .. ونفر من قومي يستحلون دمي ودم أهلي دون حق .. قلبي ممزق مما يحدث .. لو فقه الناس ما يجب أن يكون .. كيف نكون أمة  دون أمير (رئيس).. قالتها يا رسول الله: "إن كان ثلاثة في سفر  فليؤمروا أحدهم"  .. فكيف بأمة فيها 88 مليون؟!! .. إن السلطة التي يتكلمون عنها .. إنما هي بيعة لشخص على السمع والطاعة .. وتساوي في زماننا ترشيح أشخاص للرئاسة  وانتخاب أحدهم والتعهد باتباعه .. وهنا تأتيه السلطة .. السلطة ليست كتابا أو مفاتيح قصور رئاسة ! .. بل هي ارادة شعب يعطيها لشخص صالح (من وجه نظر الشعب) لإدارة شؤونهم .. لا بديل عن أمير (رئيس) في أقرب وقت .. فمن لم يرتدع بالقرآن (الأخلاق) ارتدع بالسلطان (السلطة) .. يجب الإسراع دون انتظار من أحد .. من أراد أن يترشح فليفعل .. حتى لا تنحرق البلد وتسيل المزيد من الدماء.. ولن ننسى أن الكثير يريد لمصر الفوضى .. ليس فقط أعداؤها المعروفين ولكن أيضا من استفاد من توقف كل شيء بها .. ليأخذ هو حصتها في أي شيء .. يا رسول الله .. في قلبي الكثير .. يا ليتك بيننا لأحكي لك وأجلس بين يديك ..اشتقت لك يا سيد الخلق .. وأدعو الله أن أكون ممن تسقيهم بيدك الشريفة يوم العرض على رب العالمين