الأربعاء، 18 فبراير 2009

رأيت الجزائر


وش راك..
لا بأس..
الحمد لله..
سا فا ..ça va
:)
بهذه الكلامات يبدأ الجزائريون التحية والسلام بين بعضهم البعض.. لقد كانت رحلة رائعة لن أنساها..

الجزائر..

لم أكن أتخيل أن في وطننا العربي بلداً بمثل هذا الجمال وفيه من مظاهر الطبيعة هذا الغنى المنقطع النظير ..
تبينت بوضوح لماذا بقى الفرنسيون فيها 132 عاماً لا يريدون الخروج..
جمال وخير البلد لا يقاوم..
من شرفة فندق الأوراسي الشهير الذي بني في سيتنات القرن الماضي والذي يقبع على نقطة من أعلى نقاط العاصمة رأيت مدينة الجزائر الجميلة ووجدتها خليطاً من اسطنبول، وأثينا والإسكندرية .. المباني يغلب عليها كلها الطابع الفرنسي إلا من بعض المباني التي مازالت تحتفظ بالطابع العثماني وقليل يكاد ينعدم من مباني الجزائر الأصيلة قبل الاحتلال..


وفي محاولة مني للتعرف على الجزائر أكثر وأكثر بحثت و رأيت صوراً لباقي الولايات والتي عددها 48 ولاية.. ولولا أن أهل الجزائر هم ما أروني الصور لتخيلت أن الصور لسويسرا أو لإحدى دول أمريكا اللاتينية..أو حتى لبنان المشهورة بطبيعتها الجميلة ...
لقد وهب الله الجزائركل شيء من مظاهر الطبيعة تقريباً..
1200 كم على ساحل البحر..
ثلوج في الشتاء..
جبال وخضرة خلابة..
صحراء شاسعة..
وديان..
شلالات..
سهول..
غابات..
عيون مياه دافئة..
هل نسيت شيئا من مظاهر الطبيعة؟ :))
والأهم من هذا كله أهلها الطيبين.. هذا الشعب الجميل.. الذي يتقن فن العطاء والحب الظاهر في كل تصرفاته..وإن لم يظهر في كلماته... شعب مجاهد.. جاهد طوال 132 عاماً وفقد الملايين من شبابه ورجاله وأطفاله ونسائه..حتى حصل على استقلاله..
صور لنا الإعلام بالخطأ.. أن المغرب العربي بعيد كل البعد عن الدين وأنه قد تفرنج بالكلية.. لكن مارأيته في الجزائر غير ذلك تماماً .. ربما في العاصمة خليط من هولاء المتفرنجين والملتزمين وهذا مثل أي خليط في أي مدينة عربية مثل القاهرة، بيروت، دمشق، دبي... ألخ..
لكني وجدت الإسلام في الجزائر.. عزيز.. ظاهر.. القرآن مكرم بشكل غير عادي.. مدارس قرآنية وزوايا لتعليم علوم القرآن في كل مكان.. علماء التصوف الحقيقي في مختلف الولايات.. تلمسان والأدرار وغيرها.. شيوخ المالكية الكبار ينيرون الطريق للناس..
في حديث مع مدير قناة تليفزيونية تكلمنا على علاقة مصر والجزائر وكيف أنها قديمة وعميقة ووثيقة.. المصريون كانوا مع الجزائريين في الثورة والجزائريين أرسلوا طائرتهم وطياريهم ليشراكوا معنا في حرب أكتوبر.. العلاقة فيها دم وأخوة .. وتطرق الحديث بطرافة بأن مصر هي أم الدنيا فأجابني باسماً وأنا أؤكد لك إن كانت مصر أمها فالجزائر أبوها :))))
إن الجزائر يمكن بسهولة أن تكون البلد السياحي الأول في الوطن العربي.. ينقصها أن يتكلم أهلها عنها وأن يسوقوا لها بين الشعوب.. الجزائر من البلاد التي بفضل الله ليس عليها ديون لأي أحد... الفائض سنوياً مليارات كثيرة... الجزائر بلد خير كثير..


نحبكم بالزاف ..