الأحد، 17 فبراير 2008

مرحبا بك يا ولدي في دنيانا



أحمد الله كثير الحمد وأشكره على نعمته وفضله وعلى زينة الحياة الدنيا التي أكرمني بها صباح الجمعة 15 فبراير 2008 8 صفر 1429 في تمام التاسعة والربع صباحاً..
رزقني الله تعالى بولدي الثاني..وقد قدر الله أن أحضرعملية الولادة كاملة بناءً على طلب زوجتي، فلقد عانت كثيرا في ولادة ولدنا الأول "حسن" وأرادت شيئا من التثبيت والمشاركة مني..حفظها الله وبارك لي فيها.. ويالها من تجربة لا يمكن وصفها..مهما كانت الكلمات.. فليس الخبر كالمشاهدة أبداً..إنها الآية التي تحدث كل دقيقة..لكن أن تعيشها بكل لحظاتها فهي شيء آخر..

لحظات..

صراخ زوجتي وهي تتألم من المخاض..ودعائها "يااااااارب"..

ضغطها على يدي من الألم وقت الطلق..لقد أدركت جيداً لماذا الجنة تحت أقدامهن..

توسلها للطبيب أن يخفف عنها أو أن يخدرها من الألم الشديد..

رؤية لحظة الميلاد.. ولدي يخرج للدنيا باكيا من بطن أمه..

قطع ذلك الحبل السري الذي كان يربطه بأمه وحياته داخلها..

لحظتها لم أتمالك نفسي..وظلت دموعي تنهمر ولم يصحبها إلا كلمة واحدة على لساني: "سبحانك".."سبحانك" ..

تذكرت حينها بيت الشعر الذي يقول "ولدتك أمك يابن آدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا .. فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسروراً ..

وها أنا أقول: مرحبا بك يا ولدي في دينانا، جعلها الله خيرا لك وزادا لآخرتك ومتعك فيها بالصحة وجعلك من الصالحين العاملين الذاكرين الله كثيرا..


لقد أسميت ولدي عمروً..
وفي حياتي والحمد لله الكثير من "العمرات" الذين أحبهم جميعاً.. وأدعو الله أن يرزق ولدي "عمرو" الخير من كل "عمرو"ٍ أعرفه..
عمرو عبده (حمايا).. أدعو الله أن يرزق ولدي حنانه وحبه لأولاده ومواهبه المتميزة.
عمرو الجمل (صديقي الصدوق).. أدعو الله أن يرزق ولدي ذكائه وتقواه وطلبه للعلم.
عمرو خالد (أخي ورفيق طريق الدعوة).. أدعو الله أن يرزق ولدي إخلاصه وحرصه الشديد على العمل للدعوة.
عمرو عرفه (صديقي وأخي).. أدعو الله أن يرزق ولدي هدوءه ورومانسيته وصوته الجميل.
عمرو الخفيف (في مقام خالي ورفيق أول عمرة لبيت الحرام لي).. أدعو الله أن يرزق ولدي بره بأمه وحرصه على رضاها في كل يوم وسلامة صدره.
عمرو قرشي (أخي وصديقي).. أدعو الله أن يرزق ولدي بشاشته وابتسامته الحانية وأدبه.
عمرو مهران (أخي).. أدعو الله أن يرزق ولدي بساطته وسماحته وورعه.
عمرو سرحان (أخي).. أدعو الله أن يرزق ولدي طيبته وفطرته السليمة وتوكله على الله.
وأخيرا ً عمرو بن العاص أدعو الله أن يرزق ولدي عملاً يجد فيه ثوابا لا ينقطع مثل ثواب دخول المصرين في دين الله أفواجا إلى يوم الدين.
أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحدا ممن ذكرت..

أخيراً أشكر الطبيب (أ.د.محمد عثمان وهبي) الذي تابع زوجتي طوال حملها، والله ما رأيت أكثر منه حياءً وهدوءً واحترافاً في عمله..وسأظل أتذكر دوماً أنه يصلى قبل الولادة ركعتين لله أحسبهما كانتا البركة التي صاحبت ولادة ولدي الغالي والبركة عامة في كل عمله، وكذلك مساعده المتميز -فالطيور على أشكالها تقع- (د. عمرو عبدالكريم)..لقد كانا يشعران زوجتي بأمان وطمائنية طوال الموقف العصيب.. فجزاهم الله عنا خير الجزاء..
والحمدلله رب العالمين..


أبو العيال حسن وعمرو